وكذا غيرها من الطاعات ، وكذا السيئات على قول بعض ، كما تقدم (١).
[٣٠٥] [من همّ بسيئة في الحرم] :
ومنها : أن الإنسان إذا همّ بسيئة فيه يؤاخذ بها ، وإن كان بعيدا كما يروى من حديث ابن مسعود رضياللهعنه : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) الآية [الحج : ٢٥] أنه قال : «لو أن رجلا همّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين ، أذاقه الله عذابا أليما» (٢) وبه خصّ حديث الصحيحين : (وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة (٣)) ، فيكون هذا في غير الحرم.
ومنها : وجوب قصده على طائفة من الناس في كل سنة لإقامة فريضة.
[٣٠٦] [أمن الحيوانات بالحرم] :
ومنها ائتلاف الظباء والسباع فيها ، ذكره المحب الطبري ، بل قيل : إن الخارج يتبع الصيد فإذا دخل الحرم تركه ، كذا نقله ابن الحاج عن بعض المفسرين.
أقول وقد روي عن أبي سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، أنهما رأيا ذئبا يطلب ظبيا ، فدخل الظبي الحرم فانصرف الذئب فعجبا لذلك! فقال الذئب : أعجب من ذلك : محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة وتدعونه إلى النار.
__________________
(١) وقد سبق تفصيل ذلك ، فراجعه.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك : «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ٢ / ٤٢٠.
(٣) جزء من حديث مسلم (١٣٠ ، ١٣١).