[٢١٣]
١٩ ـ [إجابة الدعاء في الحجر]
وحجر ، أي : مما يستجاب فيه الدعاء بجميع الحجر ، لا خصوص تحت الميزاب فقط ، والحجر ـ بكسر الحاء ـ عرصة مرخمة عليها جدار على صورة نصف دائرة خارجة عند جدار البيت في جانب الشمال ، ذرعه من جدار الكعبة ، الذي فيه الميزاب إلى ما لا يقابله خمسة عشر ذراعا ، وما بين الفرجتين سبعة عشر وقيراطان (١) ، وأول من رخمه العباس في سنة أربعين ومائة لمّا حجّ ، في بعض ليلة ، ثم جدد بعد ذلك مرارا : وهو الحطيم عندنا ، وسمي حجرا ؛ لأنه حجر من البيت ، أي : منع من الدخول فيه ، وحطيما ؛ لأنه حطم من البيت ، أي : لأنه كسر منه ، أو لأن من دعا عليه فيه حطمه الله كما جاء في الحديث (٢) ، وهو من أفضل أماكن الإجابة ؛ لأنه كله أو بعضه من البيت.
__________________
(١) الحجر ـ الحطيم ـ حجر إسماعيل : هو بناء مستدير على شكل نصف دائري ، ارتفاعه ٣١ ، ١ م ، وعرض جداره من الأعلى ٥٢ ، ١ م ، ومن أسفل ٤٤ ، ١ م ، وهذا البناء مغلف بالرخام ، وأحد طرفيه محاذ للركن الشامي والآخر محاذ للركن الغربي. وسعة الفتحة التي بين طرفه الشرقي وآخر الشاذوران ٣٠ ، ٢ م وسعة الفتحة الأخرى التي بين طرفه الغربي ونهاية الشاذوران ٢ ، ٢ م والمسافة التي بين طرفي نصف الدائرة ثمانية أمتار. والأرض التي بين جدار الكعبة الشمالي وبين الحطيم (هي المعروفة بالحجر) وهي مفروشة بالرخام ، وفي أعلى الجدار الشمالي في منتصفه الميزاب الذي وضع لتصريف ماء المطر الذي ينزل على سطح الكعبة. انظر : مرآة الحرمين ١ / ٢٦٦ ؛ الجامع اللطيف ص ١٣٢.
(٢) روى الأزرقي : «قال ابن جريج : الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر ، وسمي هذا الموضع حطيما لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالأيمان ، ويستجاب فيها الدعاء للمظلوم على الظالم ، فقلّ من حلف هنالك كاذبا إلا عجلت له العقوبة ، وكان ذلك يحجز الناس عن المظالم ، فلم يزل ذلك كذلك حتى جاء الإسلام ، فأخر الله تعالى ذلك لما أراد إلى يوم القيامة» ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.