[٢٣٢] [هل مكة أفضل من المدينة؟] :
وكون مكة أفضل ، فقول أكثر العلماء : كأبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد ، ووهب وابن حبيب ، ومطرف من المالكية ، وروي عن جماعة من أكابر الصحابة منهم : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وجابر ، وعبد الله بن الزبير ، وقتادة رضياللهعنهم.
وحكى ابن عبد البر أنه روي عن مالك ما يدل على : أن مكة أفضل الأرض كلها.
وذهب مالك ، وجمهور أصحابه ، وأكثر أهل المدينة ، وإحدى الروايتين عن أحمد رحمهمالله تعالى : إلى تفضيل المدينة عليها ، وهو مذهب عمر بن الخطاب ، وكثير من الصحابة رضياللهعنهم (١).
واستدلوا على ذلك بأحاديث ، منها : قوله صلىاللهعليهوسلم : (وما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة (٢)) مع قوله عليه الصلاة والسلام : (موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها (٣)).
قال ابن عبد البر : هذا استدلال بالخبر في غير ما ورد فيه ، ولا يقاوم النص الوارد في فضل مكة ، وساق حديث أبي سلمة عن ابن الحمراء وقال :
__________________
أن قبره صلىاللهعليهوسلم أفضل البقاع وهو مستثنى من تفضيل مكة على المدينة.
ونقل البهوتي عن ابن عقيل في الروض المربع : «قال في الفنون : الكعبة أفضل من مجرّد الحجرة ، فأما والنبي صلىاللهعليهوسلم فيها فلا والله ، ولا العرش ، وحملته ، ولا الجنة ، لأن بالحجرة جسدا لو وزن لرجح» ، الروض (مع حاشية ابن عثيمين) ، ص ٣٦٩.
(١) انظر : الإيضاح ص ٧٢ ؛ الدرر المختار ٢ / ٣٥٢ ؛ القوانين الفقهية ص ١٤٣ ؛ أعلام المساجد ص ١٨٥ ، انظر بالتفصيل : البحر العميق لابن الضياء المكي ، ١ / ١٢٧ وما بعدها.
(٢) أورده الدارقطني في العلل ٨ / ٢٢٠.
(٣) أخرجه الترمذي (١٦٦٤) ؛ والبيهقي في الكبرى ٩ / ٣٨.