أعلم من بلدة على وجه الأرض كتب لمن صلى فيها ركعة واحدة بمائة ألف ركعة غير مكة ، ثم ما أعلم من بلدة على وجه الأرض يتصدق فيها بدرهم واحد فيكتب بمائة ألف درهم إلا بمكة انتهى (١).
فتفطن يا أخي في هذه الفضيلة العظيمة ، وابذل جهدك لنيلها ، فيا لها من نعمة ما أشرفها ، وفضيلة ما أكبرها (٢).
__________________
(١) انظر : رسالة الحسن البصري (فضائل مكة والسكن فيها) ص ٢١ وما بعدها.
(٢) وذكر محب الدين في فضل الصوم في الحرم :
«عن ابن عباس رضياللهعنهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أدرك رمضان بمكة فصامه ، وقام منه ما تيسر له ، كتب له مئة ألف شهر رمضان فيما سواه ، وكتب الله له يوم وليلة عتق رقبة ، وبكل يوم حملان فرس في سبيل الله ، وفي كل يوم حسنة ، وفي كل ليلة حسنة. أخرجه ابن ماجه ، وأخرج نحوه الحافظ أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميّانشى في المجالس المكية ، ولفظه : من أدرك شهر رمضان بمكة من أوله إلى آخره فصامه وقامه ، كتب له مئة ألف شهر رمضان في غيره ، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعه ، وبكل يوم حملان فرس في سبيل الله عزوجل ، وله بكل يوم دعوة مستجابة.
وعن الحسن البصري قال : صوم يوم بمكة بمئة ألف ، وصدقة درهم بمئة ألف ، وكل حسنة بمئة ألف. أخرجه صاحب مثير الغرام».
وأورد أيضا في تضعيف حسنات الحرم :
«عن زاذان قال : مرض ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ مرضا شديدا ، فدعا ولده ، فجمعهم ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : من خرج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة ـ يعني في الحج ـ كتب الله له بكل خطوة سبع مئة حسنة ، كل حسنة مثل حسنات الحرم. قيل : وما حسنات الحرم؟ قال : بكل حسنة مئة ألف حسنة. أخرجه أبو ذرّ وأبو الوليد الأزرقي».
ثم قال المحب الطبري :
«وفيما تقدم من أحاديث مضاعفة الصلاة والصوم ، دليل على اطراد التضعيف في جميع الحسنات ، إلحاقا بهما ، ويؤيد ذلك قول الحسن المتقدم في الفصل قبله ، ولم يقلد إلا وله مستند في ذلك. وهذا الحديث يدل على أن المراد بالمسجد الحرام في