وأشرف وأجمل ، وإذا كان المأثور في ذلك كثير والوقوف في الطواف خطير ؛ لأنه خلاف سنة موالاة النذير البشير ، فينبغي الإتيان منه بما أمكن ، وأفضل الوارد في الطواف الباقيات الصالحات وهي : سبحان الله (١) والحمد لله .. الخ وقد يقال عند استلام الحجر (٢).
ومن المأثور إذا حاذى الملتزم (٣) قال : اللهم إليك مددت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل دعوتي ، وأقل عثرتي ، وارحم تضرعي ، وآمن خوفي ، وجد لي بمغفرتك ، وأعذني من مضلات الفتن ، اللهم إنّ لك حقوقا فتصدق بها عليّ.
وإذا كان بين الركن والمقام قال : اللهم قنّعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف على كل غائبة بخير ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير.
قوله : (واخلف) بهمزة وصل وضم اللام ، و (على كل غائبة) جار ومجرور
__________________
(١) المصدر السابق ص ١٢٢.
(٢) ويريد بذلك الدعاء المشهور : «اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك ، وإيمانا بنبيك ، ووفاء بعهدك ، واتّباعا لسنة نبيك محمد صلىاللهعليهوسلم ، لا إله إلّا الله ، والله أكبر» منسك الكرماني ١ / ٤٠٦.
(٣) هذه الأدعية وغيرها من الأدعية المعينة لموضع معين من الطواف لم يعرف لها أصل من السنة ما عدا ما بين الركنين ، «والأصل فيه أنه يستحب أن يأتي بدعاء وثناء عند ذلك ، ولم يعين أصحابنا دعاء بعينه ، لأن تعيين الدعاء يفضي إلى إزالة الخشوع والرقة عن القلب فيأتي بما تيسر له عند ذلك» ، كما قال الكرماني في منسكه (المسالك في المناسك) ١ / ٣٩٢.
«وعن هذا قال مالك رحمهالله تعالى : لا يقرأ في الطواف القرآن وغيره من الدعوات إلّا قوله : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) [البقرة : ٢٠١] ، وهو أحد قولي أحمد رحمهالله ؛ لأن هذا القدر ثابت بيقين بالنص ، وفي غيره من الدعوات شك واختلاف ، فالإتيان باليقين أولى» مناسك الكرماني ١ / ٤٠٤.