الرجال هناك ملازمة بينهما ، ولهذا لا نجد معصوماً بين رجال العالم غير النبيّ والأئمّة الطاهرين عليهمالسلام.
السؤال الثالث : تقدّم في الأبحاث السابقة أنّ اختلاف الضمائر في آية التطهير مع الضمائر قبلها وبعدها والتي تتحدّث فيها الآية الشريفة عن نساء النبي صلىاللهعليهوآله هو السبب في أن يكون المخاطب في آية التطهير غير نساء النبي ، في حين أننا نجد مثيلاً لهذا الاختلاف في الضمائر في قصة البشارة لإبراهيم عليهالسلام بالولد في شيخوخته ، لأنّ المخاطب في الآية الشريفة هو زوجة النبيّ إبراهيم عليهالسلام في قوله تعالى :
(قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(١) فطبقاً لهذه الآية أنّ المخاطب بضمير «عليكم» هو زوجة النبيّ إبراهيم.
الجواب : إنّ المخاطب في جملة «أتعجبين» هو زوجة إبراهيم فقط ، ولهذا ورد الفعل بصورة المفرد للمخاطب المؤنث ، ولكنّ المخاطب بكلمة «عليكم» هو جميع أفراد اسرة النبيّ إبراهيم من الزوج والزوجة ، في حين أن المخاطب في آية التطهير وطبقاً للأدلّة السابقة لا يمكن أن يكون نساء النبي لا بالاستقلال ولا بالانضمام إلى الخمسة أصحاب الكساء.
السؤال الرابع : إذا كان المخاطب في آية التطهير هو الخمسة من أصحاب الكساء فقط ، إذن فلما ذا وردت آية التطهير ضمن الآية التي تتحدّث عن نساء النبي؟
الجواب : إنّ آيات القرآن الكريم كما ذكر العلّامة الطباطبائي (٢) وآخرون لم تنزل في وقت واحد ، بل كانت الجمل المذكورة تنزل أحياناً في آية واحدة على فترات متباعدة ، حيث إنّ آيات القرآن نزلت بحسب الحاجة والحوادث الواقعة ، وعلى هذا الأساس فمن الممكن أن تكون الآية التي تتحدّث عن نساء النبي صلىاللهعليهوآله قد نزلت في فترة معيّنة ثمّ نزلت بعد ذلك آية التطهير وبعد طلب النبيّ الكريم المبني على طهارة أهل البيت ، وبعد ذلك نزلت آيات اخرى تتعلق بظروف خاصّة وحوادث معيّنة اخرى ، وعليه فلا يلزم من ذلك أن يكون هناك ارتباط وثيق بين آيات القرآن الكريم أجمع.
__________________
(١) سورة هود : الآية ٧٣.
(٢) الميزان ، ذيل الآية أعلاه.