مقصوده من ذلك هو المعنى الحقيقي للنفس أو المعنى التنزيلي والاعتباري؟
لا شكّ أن المعنى الحقيقي غير مقصود هنا ، أي أن علي ليس هو النبيّ نفسه ، إذن فالمراد من ذلك أن الإمام عليّ عليهالسلام يتمتع بالفضائل والكمالات والمقامات المعنوية التي يتمتع بها الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، فهو كالنبي في الشجاعة والرشادة والشهامة والتقوى والإيثار وسائر الكمالات والمقامات المعنوية الاخرى ، والنتيجة هي أن الإمام علي عليهالسلام نازل منزلة النبي صلىاللهعليهوآله في المقامات والكمالات وتالي تلوه.
ومع الالتفات إلى هذا المطلب يتّضح أن الخليفة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله والذي لا بدّ وأن يكون منصوباً من الله تعالى أو الامّة الإسلامية هو الشخص الذي يحوز هذه المقامات ويكون مثل النبي في سماته وكمالاته أو في مرحلة دانية منه.
ألا ينبغي أن يكون الشخص الذي ينتخبه الناس لهذا المقام أو يكون منصوباً بالنصب الإلهي لهذا المقام كالنبي صلىاللهعليهوآله في فضائله وكمالاته وخاصة في مسألة التقوى والعصمة؟
ومع فرض وجود مثل هذا الشخص ألا يكون قبيحاً لدى العقل انتخاب أشخاص آخرين لهذا المقام؟
وعلى هذا الأساس فإنّ انطباق كلمة «أنفسنا» على الإمام علي عليهالسلام يؤدي إلى تجسير العلاقة بين هذا المعنى وبين مفهوم الولاية والإمامة ، وبذلك يتم إثبات الولاية لأمير المؤمنين.
ربّنا : وفقنا لمعرفة قدر هذه النعمة العظيمة وهي ولاية أهل البيت عليهمالسلام وارزقنا عنايتهم في الدنيا وشفاعتهم في العقبى.