كلمة الابن على الصهر ، ومثل هذا الاستعمال غريب جدّاً ويحمل على المجاز البعيد.
ولا نستغرب من هذه التأويلات والآراء التي هي من إفرازات التعصّب الأعمى بحيث إن مثل هذا التعصّب قد يدفع الإنسان أحياناً ومن أجل حفظ عقائده والدفاع عنها أن يفرض آراءه وعقائده هذه على القرآن الكريم.
٢ ـ والأعجب من ذلك من نراه من نظرية «محمّد عبده» في تفسير المنار ، فعند ما يصل إلى هذه الآية يقول في تفسيرها :
الروايات متّفقة على أنّ النبي صلىاللهعليهوآله اختار للمباهلة عليّاً وفاطمة وولديهما ويحملون كلمة نسائنا على فاطمة وكلمة أنفسنا على عليٍّ فقط ومصادر هذه الروايات الشيعة ومقصدهم منها معروف (١).
والواقع أن كلام محمّد عبده هذا عجيب جدّاً ومتناقض مع صدر الآية وذيلها ، لأنه ادّعى في بداية كلامه اتفاق الروايات على هذا المطلب ولكنه في ذيلها ينسب هذا الرأي إلى الشيعة.
ومضافاً إلى ذلك «كما تقدّم سابقاً» أنّ هذا الكلام مجانبٌ للصواب لأن أكثر الروايات المذكورة وخلافاً لمدّعاه مذكورة في مصادر أهل السنّة.
ونحن لا نملك في مقابل هذا الكلام الواهي سوى إظهار التأسف.
وعلى أيّة حال فإنّ آية المباهلة كما تقدّم بيانه من الآيات المحكمة والصريحة التي تدلُّ دلالة واضحة على ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام وأبنائه الطاهرين عليهمالسلام.
سؤال : صحيح أن آية المباهلة تعد فضيلة كبيرة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ولكن ما هو ارتباطها بمسألة الولاية والإمامة لأمير المؤمنين حيث إن البحث هنا يتعلق بالآيات التي تتحدّث عن الولاية والإمامة؟
الجواب : رأينا فيما سبق أن المراد «أنفسنا» في آية المباهلة هو الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وعند ما يخاطب النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ابن عمه الإمام علي عليهالسلام بأنه «نفسه» فهل أن
__________________
(١) المنار : ج ٣ ، ص ٣٢٢.