ولذلك نرى من الضروري تفصيل البحث حول هذه العبارة.
يقول القاضي نور الله الشوشتري في كتابه القيّم «احقاق الحقّ» :
أجمع المفسّرون على أن «أبناءنا» إشارة إلى الحسن والحسين عليهماالسلام و «نساءنا» إشارة إلى فاطمة عليهاالسلام و «أنفسنا» اشارة إلى علي عليهالسلام.
وذكر آية الله العظمى المرعشي في حاشيته على هذا الكتاب نقلاً عن ستين كتاباً «من كتب أهل السنّة» ما يؤيد هذا المطلب (١) ، والمفهوم من هذا الكلام واضح جدّاً بحيث ذكره أهل السنّة قاطبة في كتبهم.
ولكن مع الأسف نجد أن بعض مفسّري أهل السنّة وعلى الرغم جميع هذه الروايات تورطوا بشراك التعصّب والتفسير بالرأي فذكروا تفسيرات مدهشة لهذه الآية الشريفة ، ونكتفي هنا بذكر نموذجين منها :
١ ـ يقول الآلوسي في «روح المعاني» بعد اعترافه بعدم وجود شخص آخر مع النبي صلىاللهعليهوآله في المباهلة غير علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ومع تأكيده بأنه لا ينبغي لكلّ إنسان مؤمن الشك في هذه المسألة يستعرض دليل علماء الشيعة ويدّعي أن المراد من «أنفسنا» هو النبي نفسه ، وأما الإمام علي فيندرج في كلمة «أبناءنا» لأن العرب تطلق على الصهر كلمة الابن أيضاً (٢).
وجواب هذا الكلام واضح جدّاً ، لأنه طبقاً لهذه الآية الشريفة فإنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قد دعى : أبناءنا وأنفسنا ونساءنا ، فلو كان المراد من «أنفسنا» هو النبي نفسه فما ذا يعني أن يدعو الإنسان نفسه إلى المباهلة؟
ونظراً إلى أن القرآن الكريم هو أفصح بيان في اللغة العربية فمن المسلّم أنه لا يذكر كلاماً غير فصيح مثل هذا الكلام ولا يأمر النبي صلىاللهعليهوآله بأن يدعو نفسه ، إذن فالمراد من «أنفسنا» لا يمكن أن يكون هو النبي صلىاللهعليهوآله نفسه قطعاً ، مضافاً إلى أننا لم نقرأ في كلام العرب أنهم يطلقون
__________________
(١) احقاق الحقّ : ج ٣ ، ص ٤٦.
(٢) روح المعاني : ج ٣ ، ص ١٨٩.