(فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ)(١)
ولكن أهل البيت عليهمالسلام لم يكونوا كذلك ، فهم لا يكتفون بالوفاء بالنذر فقط بل يوفون بجميع تعهّداتهم والتزاماتهم الأخلاقية ومسئولياتهم الاجتماعية ، لأن ذلك من علامات الإيمان (٢) والمسلم الحقيقي يجب أن يتصف بهذه الصفة الأخلاقية وهي الوفاء بالعهد والنذر حتّى لو كان ذلك بضرره.
٢ ـ الخوف من القيامة
(وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) والخصلة الثانية من خصائص هؤلاء الأشراف والأولياء هو أنهم يخافون من يوم القيامة ، وطبعاً ليس ذلك بسبب خوفهم من احتمال أن يتوجه إليهم ظلم بحقّهم بل يخافون من محكمة العدل الإلهية لأن جميع أعمال الإنسان الصغيرة والكبيرة ستعرض في ذلك اليوم ويُحاسب عليها الإنسان كما ورد في قوله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) وهذا هو الذي يخيفهم ويثير في أنفسهم الفزع والخشية لأن ذلك اليوم يُحاسب الإنسان على ما قدّم وأخر ، وفي تلك المحكمة الإلهية سيحاسب الصغير والكبير ، المرأة والرجل ، الغني والفقير ، العالم والجاهل ، والخلاصة جميع أفراد البشرية ، فالاعتقاد بتحقّق ذلك اليوم المهيب يثير في الإنسان الخوف والرهبة.
٣ ـ معونة الفقراء والمساكين
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) الخصلة الثالثة التي ذكرتها هذه الآيات الشريفة لأهل البيت عليهمالسلام والتي تعتبر محور هذا البحث هو مواساتهم للمساكين وتقديمهم يد العون للمحرومين في المجتمع الإسلامي ، فهؤلاء الأولياء بالرغم من احتياجهم إلى الطعام نراهم يؤثرون الفقراء والمساكين على أنفسهم ويقدمون ما لديهم من الطعام إلى المسكين واليتيم والأسير ، وفي هذه الآية الشريفة إشارة إلى ثلاث طوائف من المحرومين والمحتاجين في المجتمع :
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ٦٥.
(٢) انظر الروايات الواردة في هذا المجال في كتاب ميزان الحكمة : ج ١ ، ص ٣٤٦ ، الباب ٣٠٢.