هل نعلم بحالة الجيران وما هم عليه من الفاقة والحاجة؟
هل نعلم بكيفية معيشتهم وإفطارهم وسحورهم؟
هل نحن مطلعون على أحوال وأوضاع أرحامنا وأقربائنا؟
إذا كان جواب هذه الأسئلة بالنفي (والعياذ بالله) هل يمكننا مع ذلك أن ندّعي بأننا من شيعة أهل البيت؟
٤ ـ الإخلاص
(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) الفضيلة الرابعة للإمام علي وزوجته وطفليه هي مسألة «الإخلاص» لله تعالى في عملهم هذا ، وهي فضيلة عظيمة جدّاً ، حيث قالوا :
إننا نتقدم إليكم بهذه المساعدة والمعونة تقرباً إلى الله تعالى وطلباً لرضاه ومن دون أي دافع آخر من الدوافع الدنيوية ولذلك لا نطلب منكم شيئاً دنيوياً ولا نتوقع منكم حتّى الشكر.
عند ما نقرأ هذه الكلمات ونكررها في أذهاننا هل يمكننا أن نتصور أن إنساناً من أفراد المجتمع يمكنه أن يدّعي هذا الادعاء غير الأولياء؟
والأكثر من ذلك لو أن الطرف المقابل تحرك نحوهم من موقع الإهانة وتجاسر عليهم بدل أن يتقدّم إليهم بالشكر فإن حالهم لا يتفاوت أبداً عن السابق.
إنّ الإخلاص هو جوهر العمل الصالح ، ولذلك أكد عليه الإسلام كثيراً وتقدّم إلى المسلمين بتعليماته وتوصياته أن يهتموا بكيفية العمل لا بكميته وعدده ، أي أن ركعة واحدة يصليها المسلم بإخلاص أفضل عند الله من ألف ركعة يصليها بدون إخلاص.
٥ ـ الخوف من الله
(إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) الخامس من خصائص هؤلاء هو : الخوف من الله تعالى.
ولعلك تسأل : تقدّم في الخصلة الثانية أنهم يخافون من المعاد والقيامة وهنا نجد الخوف من الله تعالى فما هو الفرق بينهما؟