أن إحدى الغابات في أمريكا الواقعة إلى جانب إحدى المدن الامريكية تسمّى غابة الانتحار حيث يتوجه إليها الأشخاص الأثرياء الذين يمتلكون كلّ شيء في الدنيا سوى الاستقرار والهدوء النفسي وينتحرون هناك ويقضون على حياتهم البائسة.
وفي المقابل نرى أن بعض الأشخاص بالرغم من كونهم يعيشون الفقر المدقع ولا يمتلكون من وسائل الحياة إلّا القليل جدّاً ومع ذلك يعيشون الاستقرار الروحي في درجات عالية في حياتهم الفردية والاجتماعية.
فلو أنك تسأل : كيف يمكن تحصيل هذه النعمة المهمة في حركة الحياة؟
نقول : إنّ الله تبارك وتعالى ذكر في الآية ٨٢ من سورة الأنعام أن هذه النعمة العظيمة تكون من نصيب المؤمنين الذين يتحركون في خط الطاعة والتقوى :
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
وفي الآية ٢٨ من سورة الرعد يقرر أن ذكر الله وعدم الغفلة عنه بمثابة المنبع الدائم للخير والبركة والأمن والاستقرار النفسي.
٢ ـ بساتين الجنّة (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)
وإحدى المواهب الاخروية للأفراد هي أنهم يسكنون في بساتين الجنّة التي تختلف في جميع امورها عن بساتين الدنيا ، تلك البساتين التي يجري من تحتها الأنهار ، والأشجار الخضراء اليانعة طوال السنة وتؤتي ثمارها في جميع الفصول ، الأشجار التي لا تحتاج لقطف ثمارها أن يتحمل الإنسان بعض التعب في ذلك بل تحضر بنفسها بمجرد إرادة الإنسان المؤمن وتضع نفسها بين يديه.
٣ ـ الراحة والرفاهية (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ)
«أرائك» جمع «أريكة» والأصل فيها التخت الذي تجلس عليه العروس ثمّ اطلقت على جميع الكراسي الجميلة ، فأهل الجنّة يجلسون في بساتينها على أرائك جميلة ويتكئون عليها ويتنعمون بنعيم الجنّة ، وعبارة «متكئين» تعبير ظريف وجميل لأن الإنسان لا يعيش هذه الحالة من الجلوس متكئاً على الأريكة إلّا وهو ناعم البال مرتاح الضمير آمن الخاطر ، فلو كان قلقاً ومضطرباً فإنه لا يمكنه الجلوس في مثل هذه الحالة والاتكاء على الأريكة بل تراه يقوم ويقعد ويتحرك من هنا ومن هناك.