ويتمتع أفرادها بصفات وخصائص تقع في النقطة المقابلة لصفات اولئك وخصائصهم ، فاولئك أفراد يتسمون بالأنانية والغرور والعناد والتكبّر ويتعاملون مع الناس بلغة النفاق والرياء ويتظاهرون أنهم إنما يريدون الإصلاح ويتحركون في خطّ الإيمان ظاهراً ولكنّ سلوكهم وأفعالهم ليس فيها سوى الإفساد في الأرض وهلاك الحرث والنسل ، ولكن هذه الطائفة في آية ليلة المبيت لا يتعاملون مع أحدٍ سوى الله تعالى ولا يبخلون بشيءٍ في سبيله ولا يطلبون سوى رضاه ولا يرون العزّة والكرامة إلّا تحت ظلّه وعنايته ، ولذلك فإنّ أمر الدين والدنيا يتقوّم بتضحية هؤلاء وحركتهم الإصلاحية في خطّ الرسالة والمسئولية والحقّ والحقيقة (١).
إنّ توصية هذه الآية الشريفة لجميع المسلمين هو أن يخرجوا من أجواء الطائفة الاولى ويدخلوا في أجواء الطائفة الثانية ...
وطبعاً ليس هذا بالأمر الهيّن.
__________________
(١) التفسير الأمثل : ذيل الآية مورد البحث.