هُوَ صالِحُ الْمُؤْمِنينَ (١).
٣ ـ ويقول عمّار ابن ياسر إنني سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال :
أَلا ابَشِّرُكَ؟ قُلْتُ : بَلى يا رَسُولَ اللهِ وَما زِلْتَ مُبَشِّراً بِالْخَيْرِ! قالَ : قَدْ انْزَلَ اللهُ فيكَ قُرْآناً. قُلْتُ : وَما هُوَ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ : قُرِنْتَ بِجَبْرَئيل ثُمَّ قَرَأَ : وَجِبرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنينَ ... (٢)
وخلاصة الكلام أن الروايات الواردة في هذا المورد كثيرة وقد ذكر المفسّر المعروف «البحراني» في تفسيره «البرهان» بعد أن ذكر رواية في هذا المجال عن محمّد بن عبّاس أنه نقل ٥٢ حديثاً وروايةً حول هذا الموضوع من طرق الشيعة وأهل السنّة ثمّ نقل بعض هذه الأحاديث.
والنتيجة هي أن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يعتبر أفضل ناصر ومعين لرسول الله صلىاللهعليهوآله بعد الله تعالى وجبرئيل الأمين ، وعليه فمن يكون مؤهلاً لمقام الخلافة والإمامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله غيره؟ ألا تعتبر هذه الروايات دليلاً على أن علي بن أبي طالب عليهالسلام أفضل أفراد الامّة وأعلاهم شأناً بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
وإذا كان هكذا وأراد الله تعالى أن ينصب شخصاً لمقام الخلافة والإمامة بعد النبي الأكرم فهل تسمح الحكمة الإلهية بأن يختار الله تعالى شخصاً آخر غيره لهذا المقام؟ وإذا أراد الناس والعقلاء أن يختاروا لهم شخصاً لحيازة هذا المقام المهم فهل يسمح العقل السليم أن يختاروا شخصاً غير من كان أفضل ناصر ومعين لنبي الإسلام بعد الله وجبرئيل؟
أجل ، فإنّ الإمام علي عليهالسلام كان يعيش النصرة الدائمة للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في جميع المواقف والأحداث والميادين وأنه الأولى بحيازة مقام الخلافة بعد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٩٨٧.
(٢) شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ٢٥٩ ، ح ٩٨٩.