والملائكة بل طلبوا من النبي صلىاللهعليهوآله أن يأتي إليهم بالله والملائكة ويحضرهم عندهم.
٥ ـ (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) والطلب الخامس لإثبات النبوّة أنهم أرادوا أن يبني النبي لنفسه قصراً مجللاً بالذهب والزخارف والنقوش ، لأن سكّان مكّة كانوا فقراء غالباً فلو أنك كنت تملك مثل هذا القصر العظيم والجذّاب فهذا يدلُّ على أنك مرسل من الله تعالى.
٦ ـ (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ) والذريعة السادسة هي أنهم طلبوا من النبي لإثبات صدق دعواه أن يطير في السماء أمام أعينهم ليذعنوا للحقّ ويؤمنوا بدعوته.
٧ ـ (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) وتمادى بعض الكفّار في عنادهم ولجاجتهم وطلبوا من النبي مضافاً إلى طيرانه في السماء أمام أعينهم عليه أن يأتيهم بكتاب من الله إليهم ليقرءوه.
وكما ترون أن هذه المعاجز السبعة المذكورة في الآية الشريفة تتعلّق بعضها بعمران وإحياء الأرض ، وبعض آخر تتضمن الهلاك والموت لهؤلاء المعاندين والمغرورين ، والقسم الثالث يتضمن أعمال غير معقولة وغير منطقية ، والقسم الرابع لا يتعدّى أن يكون مجرد ذريعة واهية وليس طلباً حقيقياً.
لو كان الأنبياء يتحرّكون في تعاملهم مع أقوامهم من موقع القبول لكلِّ مقترحاتهم والإتيان بالمعجزات كما يرغبون فإنّ بعض الجهلاء والمعاندين والمتذرّعين سيطلبون كلّ يوم معجزة من نبيّهم وسيكون الدين الإلهي ملعبة بأيديهم ، ولهذا فإن الله تعالى كان يعطي لكلِّ نبي من الأنبياء معجزة أو معجزات عديدة لبيان حقّانيته وإثبات رسالته ولا يهتم لمطالبات مثل هؤلاء الأشخاص اللجوجين.
ومع الالتفات إلى هذا المقدمة المطوّلة نعود إلى الآية الشريفة حيث تقول الآية (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ)
وفي الجواب على هذا الطلب المعقول حسب الظاهر يمكن القول : إنّ نبي الإسلام قد أتى بالمعجزة من الله تعالى بحيث عجز الجن والإنس عن الإتيان بمثلها كما تصرّح الآية ٨٨ من هذه السورة :
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)