تتعرض هذه الآية إلى قصة موسى عليهالسلام وتقول :
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ...)
كلمة «شيعة» في هذه الآية الشريفة اطلقت على أتباع النبي موسى عليهالسلام ويمكننا أن نستوحي من هذا التعبير أن النبي موسى كان قد شكّل جماعة له قبل النبوّة وربّاهم على طريق الحقّ والإيمان.
والنتيجة هي أن كلمة شيعة في الآيات أعلاه وردت في حقِّ بعض الأنبياء وأتباعهم.
ج : الشيعة في الروايات : لقد وردت كلمة «شيعة» في الروايات الشريفة بشكل واسع ومستفيض ، ونكتفي هنا بذكر ثلاث نماذج منها :
١ ـ ما ورد في خطاب الإمام علي لأحد أصحابه ويدعى «نوف البكالي» قال :
«أَتَدْري يا نَوْفُ مَنْ شيعَتِي؟»
فقال نوف : لا وَالله.
فشرع الإمام يبين له أوصاف الشيعة الحقيقيين ومن ذلك أنه قال : «رُهْبانٌ بِاللَّيْلِ وَاسْدٌ بِالنَّهار» (١) فيعيشون في الليل الشوق والمناجاة والتبتل إلى الله تعالى ، وفي النهار يتحركون في دفاعهم عن الإسلام وخدمة المسلمين من موقع الإخلاص والشجاعة الفائقة ولا تأخذهم في ذلك لومة لائم.
٢ ـ وورد في رواية اخرى في أوصاف الشيعة :
«إنَّما شَيعَتُنا أَصْحابُ الْارْبَعَةِ الأعْيُنِ ؛ عَيْنانِ فِي الرَّأْسِ وَعَينانِ فِي الْقَلْبِ» (٢)
أي أن الشيعي ينبغي أن يكون شخصاً قوياً ، شجاعاً ، واعياً ، يقظاً ، فاهماً وعالماً لا أن يكون ساذجاً وسطحياً ويتعامل مع الأحداث من موقع الهويمات والأوهام الهشة والمطلقات الخاوية.
٣ ـ وقال شخص للإمام الباقر عليهالسلام : «الحمد لله على كثرة شيعتكم».
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧٥ ، ص ٢٨.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢١٥.