ولكن أحد المنافقين وهو «عبد الله بن ابي» قال : إذا قطعنا العلاقة معهم فإنّ حياتنا ومعيشتنا ستتعرض للاهتزاز والارتباك ونصاب بمشكلات عديدة ، فنزلت الآية المذكورة في شأن هذا المنافق (١).
وهكذا نرى أن الشخص الذي كان يتحدّث عن ضرورة إبقاء الرابطة مع الكفّار والمشركين شخص واحد ، ولكن الآية الشريفة وردت بصيغة الجمع «الّذين ، قلوبهم ، يسارعون ، يقولون ، نخشى وتصيبنا» وهذا يعني أن استخدام صيغة الجمع في حقّ المفرد لا بأس به.
٧ ـ ويقول تبارك وتعالى في الآية ٨ من سورة المنافقين :
(يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)
الآية أعلاها نزلت بعد غزوة بني المصطلق في السنة السادسة للهجرة في منطقة «قديد» وكان هناك اختلاف بين أحد المهاجرين وأحد الأنصار فما كان زعيم المنافقين «عبد الله بن ابي» إلّا أن قال : أوقد فعلوها؟ قد كاثرونا في بلادنا ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل (٢).
وهكذا نرى أن القائل لم يكن سوى رجلاً واحداً ولكن الآية تحدّثت عنه بصيغة الجمع «يقولون ، رجعنا».
والنتيجة هي أن القرآن الكريم أورد في هذه الآيات السبعة المذكورة آنفاً وفي آيات اخرى أيضاً صيغة الجمع بدل المفرد ، وهذا يدلّ على أن مثل هذا الاستعمال شائع في أجواء الآيات القرآنية.
وعلى هذا الأساس فإنّ آية الولاية إذا ذكرت صيغة الجمع في حقّ المفرد وهو «عليّ بن أبي طالب» الذي تصدّق في ركوعه فلا يوجد محذور في مثل هذا الاستعمال بل يدلُّ على عظمة هذا العمل الذي قام به الإمام علي عليهالسلام.
__________________
(١) الكشّاف : ج ١ ، ص ٦٤٣.
(٢) انظر تفاصيل هذه القصة في التفسير الأمثل : ج ١٨ ، سورة المنافقين ، الآية ٥ ، ص ٣٥٦.