الكامل حيث يزعم أن له وجودا ، بل خرجوا عنها وانفكوا عن وجودهم الذي كانوا عليه وأشفقوا عن تحمله ، لأن التقيد بقيد الوجود الخاص الإمكاني مناط الظلمة والبعد عن منبع الفيض والجود ومعدن الكرامة والرحمة ، وحملها الإنسان لظلمه على نفسه بعدم الخروج عن ظلمة البعد إلى نور القرب ، وجهله بأن السلامة والسعادة في الخروج عن هذا الوجود الظلماني والذهاب إلى عالم الحق تعالى ، فقوله : (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) علي هذا التأويل مذمة للإنسان ، وعلى التأويل الأول مدح له ولا منافاة بين التأويلين بل الكل محتمل فافهم.