على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة ، وقال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط ولا يجوز على الصراط أحد إلا من كانت معه براءة بولايتك ، عن الحسن البصري في صفة الصراط : أنه مسيرة ثلاثة آلاف سنة ، أدق من الشعر وأحد من السيف ، ألف صعود ، وألف استواء ، وألف هبوط ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : شعار المؤمنين على الصراط رب سلم رب سلم ، وقال صلىاللهعليهوآله : ثلاث مواطن لا يذكر أحد أحدا ، عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل ، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أيقع كتابه في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره ، وعند الصراط إذا وضع بين ظهر جهنم حتى يجوز.
قال أهل الشهود إن الله تعالى خلق الصراط من رحمته أخرجها للمؤمنين ، فالصراط للموحدين خاصة ، والكفار لا جواز لهم عليه ، لأن النار قد التقطت من الموقف جبابرهم ، وسائر الكفار قد اتبعوا ما كانوا يعبدون من دون الله عزوجل إلى النار ، فقسم النور بين الموحدين على قدر ما جاءوا به من الدنيا ، والصراط يدق ويتسع على حسب منازل الموحدين ، الدقة للمذنبين والسعة للمتقين ، والأصل الواسع للأنبياء والأولياء يصير لهم كالبساط سعة وبسطا ، ولهم السرعة والإبطاء ، فأولهم كلمح البصر وآخرهم كعمر الدنيا سبعة آلاف سنة ، تزل قدم تحترق ، ثم يخرجها فتبرأ من الرحمة ، ثم تزل قدم والأخرى قد برئت ، فالإسلام خرج لهم من الرحمة ، فلما قبلوه ولم يفوا به ضرب لهم جسرا من تلك الرحمة ، فيمرون عليها فمن ضيع منهم شيئا من أعمال الإسلام فإنما ضيع الرحمة التي رحم بها فزلت ، فالدقة والاتساع على قدر الرحمة من الله للعبد فبحظ العبد من الرحمة التي قسمه سبحانه في أيام الدنيا يتسع الصراط عليه هناك ، والسرعة والإبطاء في قطع الصراط على قدر القرب ، فبحظ العبد من نور القربة يسرع ويبطأ ، فأولهم زمرة يقطع في مثل طرف العين ولمع البرق وهم الأنبياء عليهمالسلام ، والثانية في مثل الريح والطير وهم الصديقون والأولياء ، والثلاثة مثل حضر (١)
__________________
(١) ارتفاع الفرس في عدوه.