لا إله إلّا الله تدخلوا الجنة ، جنة المأوى ، فو الله ما شعرنا إلّا بآل ذريح قد أقبلوا حتى وقفوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأسلموا على يديه ، فكانوا أول العرب إسلاما.
وكنت عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ أتاه ثلاث بهائم فسلموا عليه : بقرة وجمل وذئب.
[ثانيا : قصة بقرة بني سالم]
أما البقرة فكانت في نخل بني سالم (١) ، فلما بصرت برسول الله أقبلت إليه تلوذ به.
فقالت : يا بني سالم جاءكم رسول رب العالمين ، أحاكمكم (٢) إليه فإنه قاضي الله في أرضه (٣) ورسوله إلى خلقه ، ثم قالت البقرة : يا رسول الله ، وضعت لهؤلاء اثني عشر بطنا ، واستغنوا بي فأكلوا (٤) من زبدى وشربوا من ألباني ، ولم يتركوا نسلي ، وهم الآن يريدون ذبحي ، فآمن بنوا سالم ، وقالوا : والذي بعثك بالحق ما نريد معها شاهدا.
[ثالثا : قصة الذئب]
وأما الذئب فإنه أقبل إلى رسول الله فشكى إليه الجوع وقال : يا رسول الله ، إنما بعثك الله رأفة ورحمة ، وليحيي بك العباد والبلاد فاقسم لي شيئا (٥) أناله ، فدعا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الرعاة وقال : «افرضوا للذئب شيئا». فبخلوا ولم يفعلوا ، ثم عاد فشكى عليه من الغد الجوع وأعاد الكلام ، فدعا صلىاللهعليهوآلهوسلم الرعاة ثانيا وقال : «افرضوا للذئب شيئا» فلم يفعلوا (٦) ، ثم عاد إليه من الغد.
__________________
(١) بنو سالم : قسم من حرب إحدى العشائر النجدية التي تتجول في نجد وتدخل العراق ، وقيل : بنو سالم فرع من قبيلة حرب بين مكة والمدينة ، وهم فرعان : بنو ميمون والمراوحة المشهورون بالحوازم ، وفي الرحلة الحجازية : بنو سالم من قبائل نجد بين المدينة وقصيم ، والنخيل : اسم جنس النخلة ، قيل : موضع بنجد من أرض غطفان مذكورة في غزاة ذات الرقاع ، ولعل المقصود بها هنا الموضع القريب من مكة بالحجاز فيه نخل وكروم. انظر : معجم قبائل العرب (٢ / ٤٩٦) ، معجم البلدان (٥ / ٢٧٦ ، ٢٧٧).
(٢) في (ب) : لأحاكمنكم.
(٣) في (أ، ج ، د) : الأرض.
(٤) في (ب) : واستغنوا بي أكلوا.
(٥) نهاية الصفحة [٣٨ ـ أ].
(٦) في (د) : فبخلوا ولم يفعلوا ، انظر : شفاء القاضي عياض (١ / ٣١٠ ـ ٣١٣) ، الخصائص للسيوطي (٢ / ٦١ ـ ٦٣) ، مناقب أمير المؤمنين للكوفي (١ / ٤٧ ـ ٥١) ، وفي رواية عن ابن عباس غير ما هنا.