وتكفيرا ، وأقله ظلما وعدوانا ، وقد شهدت نصوص القرآن على عدالتهم والرضا عن جملتهم. قال الله تعالى : (لَقَدْ) (١) رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (٢) وكانوا إذ ذاك ألفا وأربعمائة. وقال الله ثناء على المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (٣) وقال : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) (٤) وقال تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (٥) وفي ذلك دليل على عظمة قدرهم عند الله تعالى ، وكرامتهم ودرجتهم عند الرسول صلىاللهعليهوسلم.
فليت شعري : كيف يستجيز ذو دين الطعن فيهم ، ونسبة الكفر إليهم! وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : «عشرة من أصحابي في الجنّة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزّبير ، وسعد بن أبي وقّاص ، وسعيد بن زيد ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجرّاح» إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في حق كل واحد منهم على الانفراد. وإن نقلت هنات من بعضهم ، فليتدبر النقل ، فإن أكاذيب الروافض كثيرة ، وأحداث المحدثين كثيرة.
ثم إن الإمامية لم يثبتوا في تعيين الأئمة بعد : الحسن والحسين ، وعلي بن
__________________
(١) يعني بيعة الحديبية وتسمى بيعة الرضوان لهذه الآية ، ورضاء الله سبحانه عنهم هو إرادته تعظيمهم ومثوبهم وهذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين إذ بايعوا النبي صلىاللهعليهوسلم في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة ، وقد بايعوه على أن لا يفروا ، وعلى الموت. وكان أول من بايع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي. وبايع رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعثمان فضرب بإحدى يديه على الأخرى. قال جابر : كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنتم خير أهل الأرض». وقال : «لا يدخل النار أحد ممّن بايع تحت الشجرة».
(٢) سورة الفتح : الآية ١٨.
(٣) و (٤) سورة التوبة : الآيتان ١٠٠ و ١١٧.
(٥) سورة النور : الآية ٥٥.