عالما بجميع ذلك ، فيكون مؤمنا (١). وقالت : الاستطاعة مع الفعل ، والفعل مخلوق للعبد، فبرئت منهم الحازمية (٢).
وأما المجهولية فإنهم قالوا : من علم بعض أسماء الله تعالى وصفاته وجهل بعضها ، فقد عرفه تعالى (٣). وقالت : إن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى.
(ز) البدعيّة : أصحاب يحيى بن أصدم. أبدعوا القول بأن نقطع على أنفسنا بأن من اعتقد اعتقادنا فهو من أهل الجنة ، ولا نقول : إن شاء الله ، فإن ذلك شك في الاعتقاد. ومن قال : أنا مؤمن إن شاء الله ، فهو شاك. فنحن من أهل الجنة قطعا ، من غير شك.
٧ ـ الإباضيّة (٤)
أصحاب عبد الله (٥) بن إباض الذي خرج في أيام مروان (٦) بن محمد ، فوجه إليه عبد الله بن محمد بن عطية ، فقاتله بتبالة (٧) وقيل إن عبد الله (٨) بن يحيى الإباضي كان رفيقا له في جميع أحواله وأقواله. قال : إن مخالفينا من أهل القبلة كفار غير مشركين ، ومناكحتهم جائزة ، وموارثتهم حلال. وغنيمة أموالهم من السلاح
__________________
(١) راجع في شأن هاتين الفرقتين. (الفرق بين الفرق ص ٩٧ والتبصير ص ٣٣ أما صاحب المقالات فقد خصّ كل واحدة منهما بحديث قصير).
(٢) في الفرق بين الفرق : «الخازمية» بالخاء.
(٣) وأكفروا المعلومية منهم في هذا الباب. (الفرق بين الفرق ص ٩٧).
(٤) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ١٠٣ والتبصير ص ٣٤).
(٥) عبد الله بن إباض : هو أحد بني مرّة بن عبيد من بني تميم رهط الأحنف بن قيس. وهو رأس الأباضية من الخوارج وهم فرقة كبيرة وكان هو فيما قيل رجع عن بدعته فتبرأ منه أصحابه واستمرت نسبتهم إليه. (راجع المعارف ص ٢٠٥ ولسان الميزان ٣ : ٢٤٨).
(٦) مروان بن محمد : هو آخر خلفاء بني أميّة ويلقب بالحمار قتل سنة ١٣٢ ه. (راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦٩).
(٧) تبالة : اسم بلدة من أرض تهامة في طريق اليمن فتحت سنة عشر. (معجم البلدان ٢ : ٩).
(٨) هو عبد الله بن يحيى الكندي الحضرمي ، كان داعية الأباضية وقد جرح سنة ١٣٠ ه وقتل بتبالة.
(راجع الشذرات ١ : ١٧٧).