والشم في مقابلة الناطق من الروحاني ، والهواء من الجسماني. والحيوان مختص بالأرض ، والطعم بالحيوان.
واللمس في مقابلة الإنساني من الروحاني ، والماء من الجسماني ، والحوت مختص بالماء واللمس بالحوت ، وربما عبر عن اللمس بالكتابة.
ثم قال : أحمد ، هو ألف ، وحاء ، وميم ، ودال. وهو في مقابلة العالمين.
أما في مقابلة العالم العلوي الروحاني فقد ذكرناه.
وأما في مقابلة العالم السفلي الجسماني ؛ فالألف تدل على الإنسان ، والحاء تدل على الحيوان ، والميم على الطائر ، والدال على الحوت ، فالألف من حيث استقامة القامة كالإنسان ، والحاء كالحيوان لأنه معوج منكوس ، ولأن الحيوان من ابتداء اسم الحيوان ، والميم تشبه رأس الطائر ، والدال تشبه ذنب الحوت.
ثم قال : إن الباري تعالى إنما خلق الإنسان على شكل اسم أحمد ، فالقامة : مثل الألف ، واليدان مثل الحاء ، والبطن مثل الميم ، والرجلان مثل الدال.
ثم من العجب أنه قال : إن الأنبياء هم قادة أهل التقليد ، وأهل التقليد عميان ، والقائم قائد أهل البصيرة ، وأهل البصيرة أولو الألباب ، وإنما يحصلون البصائر بمقابلة الآفاق والأنفس.
والمقابلة كما سمعتها من أخس المقالات ، وأوهى المقابلات ، بحيث لا يستجيز عاقل أن يسمعها فكيف يرضى أن يعتقدها؟!.
وأعجب من هذا كله تأويلاته الفاسدة ، ومقابلاته بين الفرائض الشرعية والأحكام الدينية. وبين موجودات عالمي الآفاق والأنفس وادعاؤه أنه متفرد بها ، وكيف يصح له ذلك؟ وقد سبقه كثير من أهل العلم بتقرير ذلك ، لا على الوجه المزيف الذي قرره الكيال ، وحمله الميزان على العالمين ، والصراط على نفسه ، والجنة على الوصول إلى علمه من البصائر ، والنار على الوصول إلى ما يضاده؟!.