مقالاته إلى الفروع التي لا تعدّ مذهبا مفردا ؛ فلا تذهب المقالات إلى غير النهاية ، فإذا تعينت المسائل التي هي قواعد الخلاف ، تبينت أقسام الفرق الإسلامية ، وانحصرت كبارها في أربع بعد أن تداخل بعضها في بعض.
كبار الفرق الإسلامية الأربع :
(١) القدريّة. (٢) الصفاتيّة (١) (٣) الخوارج. (٤) الشّيعة. ثم يتركّب بعضها مع بعض ، ويتشعّب عن كلّ فرقة أصناف ، فتصل إلى ثلاث وسبعين فرقة.
ولأصحاب كتب المقالات طريقان في الترتيب :
أحدهما : أنهم وضعوا المسائل أصولا ، ثم أوردوا في كل مسألة مذهب طائفة طائفة وفرقة فرقة.
والثاني : أنهم وضعوا الرجال وأصحاب المقالات أصولا ، ثم أوردوا مذاهبهم ، في مسألة مسألة.
وترتيب هذا المختصر على الطريقة الأخيرة ، لأني وجدتها أضبط للأقسام ، وأليق بباب الحساب.
وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم ؛ من غير تعصّب لهم ، ولا كسر (٢) عليهم ؛ دون أن أبيّن صحيحه من فاسده ، وأعيّن حقّه من باطله ، وإن كان لا يخفى على الأفهام الذكيّة في مدارج (٣) الدلائل العقلية لمحات الحق ونفحات الباطل ، وبالله التوفيق.
__________________
(١) الذين كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية .. وسيأتي الحديث على الصفاتية في موضعه.
(٢) ولا كسر عليهم : أي لا غضّ من آرائهم ومعتقداتهم.
(٣) المدارج : جمع مدرج ، وهو المذهب.