بيان الشرطية : أنّه حينئذ يكون مساويا للوجود والشيئيّة ، إذ لو كان أخصّ منهما لكان مركّبا من العام وقيد الخصوصيّة ، وإذا كان مساويا لهما ، وجب صدقه على كلّ ما صدق عليه.
وهذا في غاية السقوط ، فإنّه ليس كلّ متوقّف على غيره بمكتسب ، بل المتوقّف على طلب وكسب ، ولا يلزم من كون الشيء أخصّ من غيره تركيبه (١) من ذلك العامّ ومن قيد الخصوصيّة ، إذ لو كان كذلك لزم نفي البسائط فتنتفي المركّبات.
المبحث الثاني : في حدّه
اختلف القائلون بتحديد العلم في حدّه ، فقال «أبو الحسن الأشعري (٢)» : العلم ما يوجب لمن قام به كونه عالما (٣).
وهو خطأ ، فإنّ المشتقّ إنّما يعلم بعد معرفة المشتقّ منه ، فلو استفيد معرفته من المشتقّ دار.
وفيه نظر ، إذ لا تجب معرفة المشتقّ منه معرفة تامّة ، والحدّ كاسب للكمال.
وقال بعض الأشاعرة : العلم تبيّن المعلوم على ما هو به. (٤)
__________________
(١) في «ج» : تركّبه.
(٢) هو علي بن اسماعيل شيخ أهل السنّة والجماعة إمام الأشاعرة ، المتوفّى ٣٢٤ ه.
(٣) لاحظ «المنخول من تعليقات الأصول» ص ٩٤ تأليف محمد بن محمد الغزالي المتوفّى ٥٠٥ ه ، ولاحظ البرهان في أصول الفقه للجويني : ١ / ٩٧.
(٤) لاحظ البرهان في أصول الفقه : ١ / ٩٧.