الفصل الأوّل
في مباحث كلّية تتعلّق بالوضع
البحث الأوّل : الواضع
اختلف الناس هنا ، فذهب بعضهم إلى أنّ دلالة اللفظ طبيعيّة أي لذاته ، وهو منقول عن عبّاد بن سليمان الصيمري (١) وبعض المعتزلة وأصحاب الإكسير.
وقال المحقّقون : إنّها بواسطة الوضع ، واختلفوا فذهب بعضهم إلى أنّ الواضع هو الله تعالى ، وبه قال أبو الحسن الأشعري (٢) وابن فورك (٣) والظاهريّة وجماعة من الفقهاء ، ووضعه مستفاد من جهة التوقيف الإلهيّ إمّا بالوحي أو بخلق أصوات وحروف ويسمعها واحد أو جماعة ، أو بخلق علم ضروريّ بذلك.
وذهب أبو هاشم وأصحابه وجماعة من المتكلّمين إلى أنّها اصطلاحيّة ،
__________________
(١) أبو سهل عبّاد بن سليمان الصيمري البصري المعتزلي المتوفّى في حدود سنة ٢٥٠ ه من أصحاب هشام الفوطي ، لاحظ سير الأعلام : ١٠ / ٥٥١.
(٢) علي بن إسماعيل إمام الأشاعرة ، المتوفّى سنة ٣٢٤ ه.
(٣) تقدّمت ترجمته.