المقصد الأوّل : في المقدّمات
وفيه فصول :
[الفصل] الأوّل
في ماهيّة هذا العلم
يجب على كلّ طالب أمر أن يكون متصوّرا له إمّا إجمالا أو تفصيلا ، وفائدة مطلوبه ليخرج عن العبث ، ولمّا كان أصول الفقه مركّبا ، ومعرفة المركّب مسبوقة بمعرفة الأجزاء لا من كلّ وجه بل من الوجه الّذي لأجله وقع فيه التركيب ، وجب معرفة هذين المفردين (١) أوّلا.
لا يقال : إن أردت معرفة المركّب بالحقيقية افتقر إلى معرفة الأجزاء كذلك ، ولم يكف من حيث التركيب ، وإن أردت معرفته باعتبار ما ، لم يستلزم معرفة الأجزاء من حيث التركيب.
لأنّا نقول : المراد معرفة المركّب من حيث التركيب.
فالأصل ما يستند إليه ، والمراد هنا الأدلّة ، لاستناد الفقه إليها.
__________________
(١) في «أ» : هذين الفردين.