والتاء لنقل اللفظ من الوصفيّة إلى الاسميّة الصّرفة ، فلا يقال : شاة أكيلة ولا نطيحة.
وأمّا المجاز فإنّه مفعل من الجواز أعني التعدي والعبور ، يقال : جزت موضع كذا.
أو من الجواز المقابل للوجوب والامتناع ، وهو في الحقيقة راجع إلى الأوّل ، فإنّ غير الواجب والممتنع متردّد بينهما ، فكأنّه ينتقل من أحدهما إلى الآخر.
ويسمّى المجاز اللّفظي كذلك ، (١) فإنّه نقل من معناه الحقيقي إلى معناه المجازي ، وكأنّه جاز موضعه فسمّي مجازا.
المبحث الثاني : في تعريفهما
اعلم أنّ الحقيقة والمجاز متقابلان ، وحدّ أحدهما ينبئ عن حدّ الآخر ويقضب منه.
وقد اختلف الناس في حدّ الحقيقة والمجاز ، فقال الشيخان أبو علي وأبو هاشم : الحقيقة ما انتظم لفظها معناها من غير زيادة ولا نقصان ولا نقل ، واختاره أبو عبد الله البصري (٢) أوّلا.
وحينئذ يكون المجاز هو الّذي لا ينتظم لفظه معناه ، إمّا لزيادة ، أو نقصان أو نقل.
__________________
(١) في «ب» : لذلك.
(٢) تقدّمت ترجمته.