الفصل الثاني
في تقاسيم دلالة الألفاظ
وفيه مباحث :
[المبحث] الأوّل : اللفظ إمّا أن يدلّ على المعنى بتوسّط وضعه له ، فتكون الدلالة مطابقة ، كالبيت الموضوع لمجموع الجدار والسقف ، أو بتوسّط دخوله فيما له الوضع ، فتكون الدلالة تضمّنيّا كدلالة البيت على أحد جزئيه ، أو بتوسّط لزومه لما له الوضع ، وتسمّى دلالة الالتزام ، كدلالة البيت على وقاية الحرّ والبرد ، ودلالة السّقف على الجدار.
والمراد من الدّلالة فهم المعنى من اللفظ عند إطلاقه أو تخيّله بالنسبة إلى من هو عالم بالوضع.
وقيدنا بالتوسّط في الدلالات الثلاث ، ليخرج اللفظ المشترك بين الكلّ وجزئه ، أو بينه وبين لازمه.
والمطابقة وضعيّة صرفة ، والباقيتان بمشاركة من الوضع والعقل ، فإنّ اللّفظ إذا وضع للمركّب أو للملزوم ، كان فهم المركّب والملزوم مستلزما لفهم الجزء واللازم.
ويشترط في الالتزام اللّزوم الذهنيّ ، وإلّا لم تحصل الدلالة الالتزامية ،