لا يقال : قد أجمعوا على الاستدلال بهذا الطريق في مباحث النحو والتصريف ، والإجماع حجّة.
لأنّا نقول : إثبات الإجماع سمعيّ وكلّ سمعي فرع على النحو واللغة والتصريف ، فلو أثبتنا الأوّل بالإجماع دار.
والجواب عن هذه الاشكالات : أنّ من النحو والتّصريف واللغة ما هو متواتر قطعا لا يقبل التشكيك ، وأنّها في الأزمنة الماضية كذلك ، كلفظ السماء والأرض ، فإنّا نعلم قطعا استعمالهما في معنييهما الآن في زمن الرّسول صلىاللهعليهوآله ، والقدح في مثل ذلك غير مقبول ، لجريانه مجرى شبه السوفسطائيّة.
ومنها : ما يعلم بالآحاد.
وأكثر ألفاظ القرآن من [القسم] الأوّل في نحوه وتصريفه ، فقامت الحجّة به.
وأمّا الثاني : فقليل جدّا ، ويتمسّك به في ظنّيّات المسائل لا في علميّاتها ، ووجوب العمل بالظنّ ثبت بالإجماع ، والإجماع ثبت بالقسم الأوّل العلميّ لا بالثاني الظنّي. (١)
__________________
(١) لاحظ المحصول : ١ / ٧٥ ، والحاصل من المحصول : ١ / ٢٩٤ ؛ والكاشف عن المحصول : ١ / ٤٨٧.