تنبيهات في جهة تفصيلية العلم الإجمالي
التنبيه الأول :
إنّه كما قلنا سابقا لا بدّ في العلم الإجمالي من جهة تفصيلية ، بمعنى أنّه بعد ما لم يكن في العلم إجمال لا بدّ وأن يكون في العلم الإجمالي أيضا جهة تفصيل ، وليس الفرق بين العلم التفصيلي والإجمالي إلّا أنّ العلم التفصيلي فيه التفصيل والانكشاف من كلّ جهة وحيثية ، وأنّ العلم الإجمالي يكون فيه التفصيل من بعض الجهات والخصوصيات ، وما يكون موجبا للتنجّز وكان لنا مفيدا هو حيث تفصيليّته ، فتارة يكون الواقع منكشفا بالعلم تمام الانكشاف من كلّ الجهات ، مثل ما نهى عن ارتكاب هذا الإناء الخاصّ ، فهذا علم تفصيلي ، إذ لا سترة فيه من أيّ جهة. واخرى لا يكون كذلك ، بل نعلم بوجوب مردّد بين هذا وذاك ، بل تارة لا نعلم لون الحكم أيضا مثل ما نعلم بحكم من الشارع لكن لم ندر بأنّه الوجوب أو الحرمة أو غير ذلك ، ففي كلّ منها أيضا يكون في العلم جهة تفصيلية ، فمثلا لو كنّا نعلم بالوجوب ولو لم ندر متعلقه وهذا المقدار يكون تفصيليا وموجبا للتنجّز ولم نقل إلّا بلزوم إطاعة هذه الجهة التفصيلية ولذا قلنا بالمشتبه من الأطراف فلا مانع من جريان الأصل فيها.
فعلى هذا بعد فهم جهة تفصيلية في العلم الإجمالي ينجّز الواقع ، فلا فرق بين