مائة مرة ، فلهذا يكون قراءة «ملك» أولى ، ولكن بعد ما تصفّحنا في الأخبار نجد أنّ في خمسة وعشرين موضعا في الدعاء والصلاة أنّ الأئمّة يقرءون «مالك» ، وخصوصا نجد في الخبر أنّ المعصوم قرأ «مالك» مائة مرة ، فافهم.
التنبيه الثاني : ما يظهر من كلمات المتقدمين هو عدم التحريف في الكتاب المجيد والفرقان الحميد ، كما قال الصدوق رحمهالله : (اعتقادنا أنّ القرآن المنزل هو ما يكون بين الدّفتين). وادّعى السيد المرتضى رحمهالله الإجماع على ذلك ، ولا يكون دعوى التحريف إلّا في كلمات بعض المتأخرين ، وإلّا فالسيد المرتضى رحمهالله قال بأن الأخبار الدالة على التحريف ضعاف ، فالكلام في التحريف يظهر من كلمات بعض المتأخرين من الأخباريين.
والحقّ عدم وقوع التحريف في القرآن الكريم ، فنقول : إنّ الأخبار التي يتمسّكون بها على التحريف تكون على طوائف :
فطائفة منها تدلّ على الاختلاف في القراءات مثل ، أنّه ورد في (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) كان (يسألونك الأنفال) بإسقاط لفظ «عن» ، أو (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) كان (كنتم خير أئمّة) الى غير ذلك ، فهذه الأخبار دالة على اختلاف القراءة ولا تكون مربوطة بالتحريف ؛ لأنّ الاختلاف في القراءة لا يكون محلّ إشكال.
وطائفة من الأخبار تدلّ على أنّه نزل كذا ، مثلا نزل : (بلّغ في عليّ) الى غير ذلك ، فهذه الطائفة أيضا لا تدلّ على التحريف ؛ لأن من الاصطلاحات السابقة بين المفسّرين هو علم التنزيل والتأويل ، والمراد بالتنزيل ما وردت الآية فيه وكان شأن نزوله ، لا أنّ هذا يكون جزء القرآن ، مثلا نزل : (هَلْ أَتى) في حقّ عليّ عليهالسلام ، لا أنّ كلمة (عليّ) جزء منه وحرّف واسقط منه. نعم ، يكون نزول الآيات في حقّ بعض ، فكما نزل بعض الآيات في عليّ عليهالسلام وهو دالّ على شرافته فكذلك نزل في حقّ