عملا غير حسن ، وليس وجهها بضعيف في العربية ؛ لأنّ من مذهبهم الظاهر إقامة الصفة مقام الموصوف عند انكشاف المعنى وزوال اللبس ؛ فيقول القائل : قد فعلت صوابا ، وقلت حسنا ، بمعنى فعلت فعلا صوابا وقلت قولا حسنا ؛ وقال عمر بن أبي ربيعة المخزوميّ :
أيّها القائل غير الصواب |
|
أخّر النّصح وأقلل عتابي |
وقال أيضا :
وكم من قتيل ما يباء به دم |
|
ومن غلق رهن إذا لفّه مني (١) |
ومن مالئ عينيه من شيء غيره |
|
إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى |
أراد : وكم إنسان قتيل! وأنشد أبو عبيدة لرجل من بجيلة :
كم من ضعيف العقل منتكث القوى |
|
ما إن له نقض ولا إبرام |
مالت له الدّنيا عليه بأسرها |
|
فعليه من رزق الإله ركام |
ومشيّع جلد أمين حازم |
|
مرس له فيما يروم مرام |
أعمى عليه سبيله فكأنّه |
|
فيما يحاوله عليه حرام |
أراد : كم من إنسان ضعيف القوى (٢).
ـ (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) [هود : ٥٨].
إن سأل سائل فقال : إنّ الماء في عهد نوح لمّايمّ جميع الارض لم ينج من الغرق إلّا أصحاب السفينة ، فالريح المسخرة بم نجّى منها هود عليهالسلام ومن اتّبعه من المؤمنين ، مع علمنا أنّ كلّ ريح تهبّ من شمال أو جنوب أوصباء أو دبور ؛ فإنّها تعم الارض وأكثرنا (٣).
__________________
(١) لا يباء به لا يباء به ، أي ليس من يكافئه فيقتل به. وغلق الرهن إذا صار لا سبيل إلى سكاكه ، وفي نسخة : «ومن غلق رهنا إذا ضمه».
(٢) الأمالي ، ١ : ٤٧٤. وراجع أيضا تنزيه الأنبياء : ٣٥ وبينهما اختلاف في الترتيب.
(٣) كذا في المطبوعة.