عن بعض أصحابه فقال له قائل : فعليّ؟ فقال : «إنّما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي» (١).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لبريدة الأسلمي : «يا بريدة لا تبغض عليّا فإنه منّي وأنا منه ، إن الناس خلقوا من شجر شتى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة» (٢).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم أحد وقد ظهرت من وقاية أمير المؤمنين عليهالسلام له بنفسه ونكايته في المشركين وفضه لجمع منهم بعد الجمع ما ظهر هذا بعد انهزام الناس وانفلالهم (٣) وإسلامهم للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى قال جبرئيل عليهالسلام : «يا محمّد إن هذه لهي المواساة» فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا جبرئيل إنه منّي وأنا منه» فقال جبرئيل «وأنا منكما» (٤) ، ولا شبهة في أن الإضافة فيما ذكرناه من الأخبار إنما تقتضي التفضيل والتعظيم والاختصاص دون القرابة (٥).
ـ (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [آل عمران : ٧٢].
أنظر القصص : ٨٨ من الأمالي ، ١ : ٥٤٤.
ـ (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ
__________________
(١) في كنز العمّال ٦ / ٤٠٠ أن السائل عمرو بن العاص وهناك روايات عدّة فيها تصريح من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن عليا نفسه مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثنّ إليكم رجلا كنفسي) أو قال : (عديل نفسي) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فما تمنيت الإمارة إلّا يومئذ قاتلعت صدري رجاء أن هذا ، فأشار إلى عليّ بن أبي طالب) وانظر خصائص النسائي ص ١٥ ، ومجمع الزوائد ٧ / ١١٠ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد م ١ / ٩٧) وفوق ذلك ما شهد به القرآن الكريم (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ).
(٢) أخرجه ـ باختلاف يسير على ما في المتن ـ أحمد في المسند ٥ / ٣٥٦ ، والنسائي في الخصائص ص ٢٣ والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٧ و ١٢٨ وقال : أخرجه أحمد والبزاز ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٢٤١ والذهبي في تلخيصه ، وفي ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٢ ، الخ.
(٣) الانفلال : الانكسار.
(٤) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٦ / ١١٤ وقال «رواه الطبراني» ، والمحبّ في الرياض النضرة ٢ / ١٧٢ وقال : «أخرجه أحمد».
(٥) الشافي في الإمامة وابطال العامّة ، ٢ : ٢٥٣.