ـ (قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ...) [هود : ٧٨].
أنظر البقرة : ٢٢٣ من الانتصار : ١٢٥.
ـ (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣)) [هود : ٨٢ ـ ٨٣].
أنظر النحل : ١٠ من الأمالي ، ١ : ٥٧٦.
ـ (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود : ٩٠].
[ان سأل سائل فقال :] والشيء لا يعطف على نفسه لا سيّما بالحرف الّذي يقتضي التراخي والمهلة وهو «ثمّ» وإذا كان الاستغفار هو التوبة فما وجه هذا الكلام؟
الجواب : قلنا في هذه الآية وجوه :
أوّلها : أن يكون المعنى اجعلوا المغفرة غرضكم وقصدكم الّذي إليه تجئرون ونحوه يتوجّهون ، ثمّ توصّلوا إليها بالتوبة إليه ، فالمغفرة أوّل في الطلب وآخر في السبب.
وثانيها : أنّه لا يمتنع أن يريد بقوله : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) أي سلوه التوفيق للمغفرة والمعونة عليها ثمّ توبوا إليه ؛ لأنّ المسألة للتوفيق ينبغي أن يكون قبل التوبة.
وثالثها : أنّه أراد ب «ثمّ» الواو ، فالمعنى استغفروا ربّكم وتوبوا إليه ، وهذان الحرفان قد يتداخلان فيقوم أحدهما مقام الآخر.
ورابعها : أن يريد استغفروه قولا ونطقا ، ثمّ توبوا إليه لتكونوا بالتوبة فاعلين لما يسقط العقاب عنده.
وخامسها : انّه خاطب المشركين بالله تعالى فقال لهم : استغفروه من الشرك بمفارقته ثمّ توبوا إليه ، أي ارجعوا إلى الله تعالى بالطاعات وأفعال الخير ؛ لأنّ الانتفاع لا يكون إلّا بتقديم الاستغفار من الشرك ومفارقته. والتائب والآئب والنائب والمنيب بمعنى واحد.