سورة هود
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) [هود : ٣].
أنظر هود : ٩٠ من التنزيه : ٩٦.
ـ (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) [هود : ٥].
أنظر البقرة : ١ من الرسائل ، ٣ : ٢٩٧ ، ٣٠٥.
ـ (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ ...) [هود : ١٨].
أنظر النساء : ١١٥ من الشافي ، ١ : ٢١٦.
ـ (أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) [هود : ٢٠].
[إن سأل سائل] فقال : أي معنى اختصاص «الأرض» بالذكر وهم لا يفوتون الله ولا يعجزونه ، ولا يخرجون عن قبضته على كلّ حال ، وفي كل مكان؟ ولم نفى الأولياء عنهم ، وقد نجد أهل الكفر يتولّى بعضهم بعضا وينصرونهم ويحمونهم من المكاره؟ وكيف نفى استطاعتهم للسمع والإبصار ، وأكثرهم قد كان يسمع بأذنه ويرى بعينه؟
الجواب : قلنا : أمّا الوجه في اختصاص الذكر بالأرض ، فلأنّ عادة العرب جارية بقولهم للمتوعّد : لا مهرب لك مني ، ولا وزر ، ولا نفق ، والوزر : الجبل ، والنّفق : السّرب ، وكلّ ذلك ممّا يلجأ إليه الخائف المطلوب ، فكأنّه تعالى نفى أن يكون لهؤلاء الكفّار عاصم منه ، ومانع من عذابه ؛ وأنّ جبال الأرض وسهولها لا تحجز بينهم وبين ما يريد إيقاعه بهم ؛ كما أنّها تحجز عن