خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١)) (١) [هود : ١١ / ٢٥ ـ ٣١].
كان قوم نوح عليهالسلام يعبدون الأوثان ونحوها ، فأرسل الله إليهم نوحا يدعوهم إلى عبادة الله وتوحيده ، فقال لهم : إني لكم منذر واضح ، أنذركم عذاب الله وبأسه إن أنتم عبدتم غير الله ، فآمنوا به وأطيعوا أمره ، ولا تعبدوا غيره ، ولا تشركوا به شيئا ، إني أخشى عليكم الوقوع في عذاب يوم شديد الألم ، هو يوم القيامة.
فأوردوا عليه أربع شبهات :
الشبهة الأولى ـ بشرية الرسل : قال أشراف القوم وزعماؤهم : ما أنت يا نوح إلا بشر مثلنا ، ولست بملك ، فلا مزية لك علينا حتى نطيعك في أمرك.
الشبهة الثانية ـ أتباعك أراذل القوم. لم يتبعك إلا الأخسّاء أصحاب الحرف الخسيسة كالزّرّاع والصّنّاع ، وهم الفقراء والضعفاء ، في بادي الأمر وظاهره دون تأمل ولا تفكر ولا تدبّر في عواقب الأمور ، ولو كنت صادقا لاتّبعك الأشراف والكبراء.
الشبهة الثالثة ـ لا فضل لك علينا : ما رأينا لكم علينا امتيازا في فضيلة أو قوة أو نروة أو علم أو عقل أو جاه أو رأي ، يحملنا على اتّباعك.
الشبهة الرابعة نتهمك بالكذب : يترجح لدينا كذبكم في ادّعائكم الصلاح والسعادة في الآخرة. ويلاحظ أنهم خاطبوه بصيغة الجمع لإشراك أتباعه معه في التّهم.
أجابهم الله عن شبهاتهم فيما حكاه عن نوح عليهالسلام قائلا : أخبروني يا قوم
__________________
(١) تستحقرهم وتستهين بهم.