سرايا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وغزواته ، من القتل والأسر وأخذ الأموال ، أو تحلّ القارعة الدّاهية قريبا من ديارهم ، فتصيب من حولهم ليتّعظوا ويعتبروا ، حتى يأتي وعد الله أي حتى ينجز الله وعده لك أيها الرسول فيهم ، بنصرك عليهم ، إن الله ينجز وعده الذي وعدك به حتما ، ولا يتخلف الله الميعاد ، بالنصر عليهم. وهذه هي حال الكفار أبدا إلى يوم القيامة ، حتى يتّعظوا ويقلعوا عن كفرهم.
ثم أورد تعالى آية تأنيس ومواساة للنّبي صلىاللهعليهوسلم ، مفادها : لا يضيق صدرك يا محمد بما ترى من قومك وتلقى منهم ، فليس ذلك ببدع ولا نكير ، فإن كذّبك بعض قومك ، واستهزأ بك المشركون منهم ، وطلبوا آيات منك عنادا ومكابرة ، فاصبر على أذاهم ، فلك في الرّسل المتقدمين أسوة ، حيث أنظرت أولئك الكافرين وأجّلتهم مدة من الزمان ، ثم أوقعت بهم العذاب ، فانظر كيف كان عقابي لهم حين عاقبتهم. وقوله سبحانه : (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) تقرير وتعجيب ، وفي ضمنه وعيد للكفار المعاصرين لمحمد عليه الصّلاة والسّلام ، ولكل من جحد برسالته وأعرض عن دعوته إلى يوم القيامة.
من الأحقّ بالعبادة؟
إن الحرب المركزة والعنيفة الشعواء على الشّرك والوثنية في منهج الإسلام وجميع الأديان ، إنما كانت من أجل إنهاء هذه الظاهرة الشاذة التي لا تتفق مع العقل السّوي والكرامة الإنسانية ، ولتوجيه الإنسان نحو ما ينفعه ويدفع عنه الضّرّ بالفعل ، وليترفع عن عبادة ما لا ينفع ولا يضرّ بحال من الأحوال ، وهذا يحقق سموّ الإنسان. لذا وبّخ القرآن الكريم أولئك المشركين الوثنيين الذين عبدوا جمادات صماء ، لا حركة فيها ولا حياة ، ولا تفيد شيئا ، ولا تمنع شرّا ، فقال الله سبحانه :