الكريم ، مثل آية : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف : ١٨ / ٢٩]. وآية : (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا) [الإسراء : ١٧ / ١٠٧]. وليس هذا على سبيل التخيير ، وإنما يراد به الوعيد والتهديد. ومعنى التمتع في هذه الآية : «فتمتعوا» الاستمتاع والانتفاع بالحياة الدنيا التي مصيرها إلى الفناء والزوال.
والغاية من الآيات : الإقرار الدائم بوحدانية الله ، لأنه هو الخالق ومالك السماوات والأرض ، فيستوجب العبادة لله وحده ، والشكر له وحده ، لأنه ما من نعمة على المخلوق إلا والله هو المنعم المتفضل بها ، وما من محنة إلا والله هو المفرج للكرب منها ، فهو الرؤوف الرحيم بعبده.
عقيدة المشركين في الأصنام والملائكة والبنات
إذا ساء الاعتقاد بالشيء ساء التصرف ، وإذا حسن الاعتقاد حسن التصرف ، ودليل هذا القانون أن المشركين الوثنيين الذين يعبدون الأصنام والأوثان لا تستند عقيدتهم فيها إلى منطق أو رأي مقبول ، وكل ما يستندون إليه هو تقليد الآباء ، فهانت أنفسهم وتصرفوا تصرفات بدائية عجيبة لا يدركون فيها سوء فعلهم وانتفاء النفع من أعمالهم ، أما المؤمنون الذين آمنوا بالإله الخالق المنعم ، فتراهم يفعلون الأفعال بما ينبئ عن حسن التّصرف ، ويتّفق مع المنطق والحكمة والواقع ، وقد أورد القرآن دليل الشقّ الأول من هذا القانون في الآيات التالية :
(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (٥٦) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (٥٧) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا (١)
__________________
(١) تكذبون على الله.