عونا لهم على طاعة الله والتّفرغ لها ، فيكون ذلك سببا لشكر الله على جزيل نعمته وفيض فضله ورحمته.
وإبانة لعنصر الإخلاص ضمّن إبراهيم عليهالسلام دعاءه بإظهار أن ربّه عليم بقصده في دعائه ، وهو التوصل إلى رضاه والإخلاص له ، وأن الله يعلم بجميع أحوال العباد ومصالحهم ، ويعلم بالأشياء كلها ظاهرها وباطنها لا يخفى عليه شيء منها في الأرض ولا في السماء ، فلا حاجة لتحديد المطالب الجزئية ، وإنما تدعو الله لإظهار العبودية لله ، وبيان الافتقار لرحمته والحاجة لفضله.
والطلب الرابع في الدعاء : إظهار الحمد والشكر لله على إنعامه بولدين لإبراهيم : إسماعيل وإسحاق ، في وقت الكبر ، علما بأن الله سامع الدعاء من كل داع ، مجيب من تضرّع إليه.
والطلب الخامس في هذا الدعاء : التوفيق لإقامة الصلاة من إبراهيم عليهالسلام ومن ذرّيته ، ورجاء إجابة هذا الدعاء كله.
والطلب السادس في دعاء إبراهيم : طلب المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات في يوم الجزاء والحساب على الأعمال كلها خيرها وشرها ، وهذا دليل المحبة لجميع أهل الإيمان.
وكل هذه الأدعية تعليم لنا بأن ندعو بها ، ونداوم على التوجّه بها إلى الله ربّنا.
التّذكير بأهوال القيامة
لا شكّ في عقيدة أهل العقل والإيمان بوجود عالم آخر بعد الدنيا ، هو عالم القيامة ، المشتمل على أحداث جسام وأهوال عظام ، وتصفية للحساب الشامل