فوق القوة ، وإن الله يأمر عباده بالعدل والإنصاف مطلقا في كل شيء في التعامل والقضاء والحكم ، وشؤون الدين والدنيا ، حتى مع نفسه ومع غيره ، وفي الاعتقاد ، فلا يعبد بحق وعدل غير الله الخالق الرازق ، النافع ، ويأمر الله أيضا بالإحسان في العبادة وإلى المسيء ، وإلى القرابة والجيران وإلى الناس قاطبة. ويأمر سبحانه بإيتاء ذي القربى ، أي بصلة الأرحام بالزيادة ، والمودة ، والعطاء والصدقة ، والنفقة. هذه أمور ثلاثة يأمر بها.
وينهى عن ثلاثة أيضا : الفحشاء : أي الشيء المحرم كالزنى والسرقة وشرب المسكرات ، وأكل أموال الناس بالباطل. وينهى عن المنكر : وهو ما قبحه الشرع والعقل الرشيد كالقتل ، والأذى ، واحتقار الناس. وينهي عن البغي : وهو ظلم الناس ، والاعتداء عليهم. فالمأمورات الثلاثة : العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى. والمنهيات الثلاثة : الفحشاء والمنكر والبغي. وكلها تجاوز حدود الشرع والعقل الرشيد. وتأكيدا للأمر والنهي ، قال تعالى : (يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي يأمركم بالخير ، وينهاكم عن الشر لتتعظوا وتتذكروا ، وتعملوا بما فيه مرضاة الله تعالى.
ثم خصص الله بالذكر بعض المأمورات : وهو الوفاء بالعهد والميثاق ، والحفاظ على الأيمان المؤكدة ، وعهد الله : كل ما يجب الوفاء به ، من التزام أحكام الإسلام ، والوعود ، وتنفيذ العقود والمشاركات والالتزامات. وأكد الله أمره بالوفاء بالعهد بالتحذير من نقض العهود وأيمان البيعة على الإسلام بعد توثيقها باسم الله ، إن الله يعلم ويطلع على كل ما نفعله في العهود ، من البرّ بها أو نقضها ، أو محاولة تعديلها والالتفات على بنودها بالحيل.
ولا تكونوا أيها المؤمنون المعاهدون في إبرام الحلف أو العهد أو نقضه كالمرأة