الآيات أصول الدين : وهي إحكام القرآن وتفصيله ، والدعوة إلى عبادة الله وتوحيده والإنابة إليه ، والإيمان بالبعث والجزاء في عالم الآخرة.
والمعنى : هذا القرآن كتاب عظيم الشأن ، جليل القدر ، محكم النظم والمعنى ، لا خلل فيه ولا نقص ، فهو كامل الصورة والمبنى والمعنى ؛ لأنه صادر من عند الله الحكيم في أقواله وأفعاله ، الخبير بحوائج عباده ، وبعواقب الأمور.
نزل هذا الكتاب بألا تعبدوا غير الله ، ولا تشركوا به شيئا ، فالعبادة لله تحقق معنى العبودية والانقياد لله تعالى ، مع قيامها على الحبّ ، لا على القهر والقسر ، وإنني أنا رسول الله مرسل من عند الله ، نذير من العذاب إن عصيتموه أو خالفتموه ، وبشير مبشّر بالثواب إن أطعتموه. وفي هذا تبيان مهمة الرسول صلىاللهعليهوسلم ووظيفته وهي الإنذار لمن عصاه بالنّار ، والتّبشير لمن أطاعه بالجنة.
ومن مهامي أنا النّبي المرسل أن آمركم بالاستغفار من الذنوب السابقة ، وهي الشّرك والكفر والمعاصي والمنكرات ، وأن تتوبوا منها إلى الله عزوجل بالإقلاع عنها وبالنّدم على ما مضى ، والعزم على عدم العودة إلى أي ذنب في المستقبل ، فإن استغفرتم وندمتم ، وتبتم من كفركم وشرككم ، يمتّعكم الله متاعا حسنا في الدنيا ، بإطالة النفع فيها بمنافع حسّية مرضية ، وعيشة طيبة هنيّة ، ورزق واسع متتابع ، ويظل هذا التمتع الهني في الدنيا إلى أن يأتي الأجل المعين وهو الموت.
فالمطلوب للتّخلي عن سيرة الكفر السابقة أمران : الاستغفار من الشّرك ، ثم التوبة المخلصة والرجوع إلى الله بالطاعة والعبادة ، فتصفو النفس من آثار الشّرك ، وتقبل على حياة الدنيوية لله عزوجل بالانقياد لأوامره وعبادته على وفق مراده.
وثمرة إطاعة الله لا تقتصر على توفير الحياة الهانئة السعيدة في الدنيا ، وإنما تشمل أيضا في الآخرة إعطاء كل ذي فضل في العمل جزاء فضله وإحسانه ، لا يبخس منه