سواحل فيها هذه الحيات وهذه العقارب ، فيفر الكفار إلى السواحل من النار ، فتتلقاهم هذه الحيات وهذه العقارب ، فيفرون منها إلى النار ، فتتبعهم ، حتى تجد حرّ النار ، فترجع.
شهادة نبينا على الأمم وأمته
تتأكد الشهادة الصادرة من الأنبياء السابقين على أممهم بشهادة نبينا عليهم الصلاة والسلام ؛ لأنه لا أصدق في الشهادة من الأنبياء المعصومين من الخطايا والذنوب ، فتكون شهادتهم حقا مطلقا ، وعدلا صرفا ، لا مجال للطعن فيها من أحد ، فتكون طريقا مقطوعا أو متيقنا لإثبات الجرم أو الخطأ ، ويكون الحكم الإلهي العادل حاسما في الموضوع ، وكل هذا تهديد ووعيد ، ينبغي على العقلاء التفكر فيما ينتظرهم من عقاب ، لا سبيل إلى التخلص أو النجاة منه ، قال الله تعالى واصفا شهادة نبينا صلىاللهعليهوسلم على الأمم ، وتأكيد مفاد الشهادة بالقرآن الكريم :
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)) (١) [النّحل : ١٦ / ٨٩].
تتضمن هذه الآية الكريمة وعيدا وتهديدا للكفار الذين لا يؤمنون برسالات الرسل والأنبياء ، مضمونها : واذكر أيها النبي يوم نبعث في كل أمة شاهدا عليها قطعا للحجة والمعذرة ، وهو رسولها الذي شاهد في الدنيا تكذيبها وكفرها ، وإيمانها وهداها ، ويجوز أن يبعث الله شاهدا من الصالحين مع الرسل. قال بعض الصحابة : إذا رأيت أحدا على معصية فانه ، فإن أطاعك ، وإلا كنت شهيدا عليه يوم القيامة.
__________________
(١) هذا منصوب على الحال ، أو مفعول لأجله.