الأمراض ، إن في ذلك الصنيع لدلالة واضحة على قدرة الله وعجيب خلقه لقوم يتأملون ويتفكرون في صنع الخالق.
أحوال الناس الدالة على قدرة الله
أقام الحق سبحانه وتعالى أدلة كثيرة على وجوده وقدرته ووحدانيته ، منها نعمة المطر ، وتسخير الحيوان ، وإيجاد الزروع والثمار ، وخلق النحل لصنع العسل ، كما تقدم ، ومنها عجائب أحوال الناس من الإيجاد بعد العدم ، والشيخوخة والهرم ، والإماتة بعد الإحياء ، والبعث بعد الموت ، والتفاضل في الأرزاق ، وشح الناس في إخراج الزكاة للفقراء والمحتاجين ، وخلق الزوجات من جنس الأزواج ، وإنجاب الذرية والأولاد والأحفاد ، ورزق الطيبات ، وجحود نعم الله والإيمان بالباطل. قال الله تعالى واصفا هذه العجائب من أحوال الناس :
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٧٠) وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٧١) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢)) (١) (٢) (٣) [النّحل : ١٦ / ٧٠ ـ ٧٢].
إن تغير العالم وما نشاهده من أحداث وتقلبات كونية وإنسانية لدليل واضح على قدرة الله وألوهيته ، وهذا مشهد آخر في الإنسان ذاته ، بعد مشهد المطر والنبات والحيوان ، يدل على عظمة الله وقدرته وتوحيده ، وللإنسان أحوال عجيبة :
__________________
(١) أردته وهو الخرف والهرم.
(٢) أي فهم في الرزق مستوون.
(٣) أولاد أولاد.