أوبارها وأصوافها ، ويتخذ بعضها وسائط للركوب والحرث (شق الأرض) ويؤكل لحمها بعد الذبح.
والنعمة الثالثة : هي ثمرات النخيل (التمور) والأعناب التي تؤكل طازجة ، ويتخذ منها الدبس والخل ، والنبيذ (الخشاف). أما المسكر منه فحرام ، فيما استقر عليه التشريع القرآني ، في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة : ٥ / ٩٠].
فقوله تعالى : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) أصبح منسوخا بآية المائدة المذكورة ، وصار جميع ما يسكر حراما ، قليله وكثيره ، ويحد شاربه ، وختمت الآية بما يدعو للتأمل والتفكر وهو قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أي إن في تلك الأشربة والمآكل لآية واضحة على عظمة الإله الخالق ، لقوم يستخدمون عقولهم في النظر والتأمل في الآيات ، حيث يحتاج الإنسان إلى وعي وإدراك لعظمة فعل الله ، من تحويل الأكل المهضوم إلى لبن سائغ الشراب ، وإلى ظهور ثمرة النخيل والعنب من التراب والماء؟!!
والنعمة الرابعة : هي نعمة غذاء العسل وشرابه ، فالله سبحانه ألهم النحل وركّز في غريزتها وطبعها كيفية بناء الخلايا العجيبة ، ذات الأشكال السداسية الهندسية البديعة والمتناسقة ، في كهوف الجبال ، وأحضان الشجر ، وعرائش البيوت والكروم ، ثم قيامها بامتصاص رحيق الأزهار والثمار العديدة التي تتجاوز مليون زهرة لصنع كيلو عسل مثلا ، وبعد قيامها بهذه العملية تسلك الطريق التي ألهمها الله في صنع العسل ، وطلب الثمار المناسبة ، والعودة بسلام في طرق تختارها ولا تخطئها لتصل إلى الخلايا ، وهي تسير ذللا ، أي مطيعة منقادة لما يسّرت له. والعسل شراب مختلف الألوان ، فمنه الأبيض والأحمر والزهر والأصفر ، وفيه شفاء للناس من كثير من