تفسير سورة النّحل
إثبات القيامة ونزول الوحي
يقوم الدين الإلهي على إثبات عقائد جوهرية ضرورية : هي التوحيد لله ، والبعث أو القيامة ، والوحي ، والنّبوة أو الرّسالة ، أما التوحيد فهو أساس الاعتقاد بالله ربّا واحدا وإلها فردا لا شريك له ، وأما البعث أو القيامة فهو عالم الغيب ، ومستقبل الدهر ، ومجمع الناس ليوم الحساب ، وأما الوحي الإلهي فهو همزة الوصل بين الله والعباد لتصحيح مسيرة الإنسان ووضع دستور الحياة للفرد والأمة ، وأما النّبوة أو الرسالة ، فهي وسيلة التّلقي للوحي الإلهي وإبلاغه للناس ، ومجادلتهم ، وإقناعهم بأصول العقيدة ، ومنهج العبادة ، وتصحيح المعاملة ، والتزام الأخلاق الكريمة. وفي مطلع سورة النّحل التي تسمى سورة النّعم بسبب ما عدّد الله فيها من نعمه على عباده ، وهي مكّية : تصريح وجيز بوقوع القيامة حتما ، وتوحيد الله وتقواه ، وإنزال الوحي على الرّسل بوساطة الملائكة ، قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢)) (١) (٢) [النّحل : ١٦ / ١ ـ ٢].
__________________
(١) تعاظم بذاته وصفاته.
(٢) بالوحي.