النزول
قيل : نزلت في العباس ، وعثمان بن عفان (١) ، وكانا أسلفا في التمر ، فلما حضر الجذاذ قبضا بعضا ، وزادا في الباقي ، وهذا مروي عن عطاء ، وعكرمة.
وقيل : نزلت في العباس ، وخالد بن الوليد ، وكانا يسلفان في الربا ، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كل ربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع (٢) ربا العباس» عن السدي.
وقيل : نزلت في أربعة أخوة من ثقيف ، كانوا يداينون بني المغيرة فأربوا ، فلما جاء الإسلام اختصموا إلى عتاب بن أسيد ، وهو أمير مكة ، فكتب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنزلت الآية ، فتابوا ، ورضوا برؤوس أموالهم.
وقد دلت الآية أن ما بقي من الربا يجب تركه ، وتدل على أن المحرم من العقود حكمه بعد الإسلام مخالف لحكمه قبل ذلك (٣).
__________________
(١) عثمان بن عفان هو : عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، القرشي ، الأموي ، المكي ، أسلم بعد نيف وثلاثين رجلا ، وتزوج رقية بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهاجر بها إلى الحبشة ، وهو أول من هاجر إليها ، فلما ماتت رقية زوجه صلىاللهعليهوآلهوسلم أم كلثوم ابنته ، ثم بويع له بعد خلافة عمر بن الخطاب ، وفتح أيام خلافته مدنا كثيرة أولها الاسكندرية إلى ساحل الأردن ، ونحوها ، ثم حصلت أحداث أعظمها استبقاء مروان لديه ، ونفي أبي ذر إلى الربذة ، واستدعاء ابن مسعود وحبسه ونحو ذلك ، وكان كلفا بقرابته ، وهم قرابة سوء ، فتجمعت جموع من قبائل شتى ، وبلدان شاسعة ، عجر أهل المدينة عن دفعهم ، فحصروه أربعين يوما ثم قتلوه يوم الجمعة لعشر خلت من ذي الحجة ، وكانت فتنة في الإسلام عظيمة ، ولم تنغلق إلى يوم القيامة ، وبويع بعده لأمير المؤمنين كما سيأتي.
(٢) في نسخة (وضع) وفي رواية (وأول ربا أضع ربا عمي العباس).
(٣) وفي نسخة (المحرم من العقود ما كان حكمه بعد الإسلام مخالفا) الخ. وما أثبتناه ما في أ ، وب.