عليك صاحبك ، وجعلتك تطيرين بلا جناح ، فأنت للطلب ، وأنت للهرب ، وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحونني ، ويحمدونني ، ويهللونني ، ويكبروني ، فتسبحن إذا سبحوا ، وتهللن إذا هللوا ، وتكبرن إذا كبروا) فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم (ما من تسبيحة ، وتحميدة ، وتكبيرة يذكرها ، ويكبرها صاحبها فتسمعها فرسه إلا فتجيبه بمثلها).
ثم قال : (لما سمعت الملائكة عليهمالسلام صفة الفرس ، وعاينوا خلقها ، قالوا : ربنا نحن ملائكتك نسبحك ، ونحمدك ، فماذا لنا؟ فخلق الله لهم خيلا بلقا أعناقها كأعناق البخت (١) ، فلما أرسل الفرس إلى الأرض ، واستوت قدماه على الأرض صهل فقال : بوركت من دابة ، أذل الله بصهيلك المشركين ، أذل به أعناقهم ، وأملى به آذانهم ، وأرعب به قلوبهم ، فلما عرض الله تعالى على آدم كل شيء قال له : اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس ، فقال له : اخترت عزك وعز ولدك ، خالدا ما خلدوا ، باقيا ما بقوا ، بركتي عليك وعليهم ، ما خلقت خلقا أحب إلي منك ومنه) تم الخبر.
وفيه دلالة على كراهة وجاء الخيل ؛ لأنه يذهب الصهيل الذي يحصل به الإرهاب ، وقد ذكر ذلك الشيخ أبو جعفر ، ويأتي على قياسه استحباب ما يرهب من الطبول والبوقات ، ونحو ذلك.
وفي الثعلبي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة).
وعن أنس : «لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد النساء من الخيل».
__________________
(١) البخت ـ بصم الباء ، وإسكان الخاء ـ اسم للإبل الخراسانية ، والنسبة إليها.