وقال فريق آخر من الصحابة ، والأئمة عليهمالسلام ، والفقهاء : إن المراد الأطهار ، فمن الصحابة : زيد بن ثابت ، وابن عمر ، وعائشة ، ومن الأئمة : الصادق ، والباقر ، ومن الفقهاء : مالك ، والشافعي.
ومنشأ الخلاف أن القرء من أسماء الأضداد ، يطلق للحيض والطهر ، لكن المذهب أنه حقيقة في الحيض ، مجاز في الطهر ، وبعض أصحاب الشافعي عكس ، والأكثر منهم أنه مشترك (١) وقد ورد في كلام العرب للحيض ، قال الشاعر :
يا رب ذي ضغن وضب (٢) |
|
له قروء كقروء الحائض |
وجاء للطهر أيضا ، قال الشاعر : وهو الأعشى :
أفي كل عام أنت جاشم غزوة |
|
تشد لأقصاها عزيم عرائكا |
مورّثة مالا وفي الحي رفعة |
|
لما ضاع فيها من قروء |
يريد بالقروء هنا الأطهار ؛ لأنه خرج إلى الغزو ، وأضاع أطهار النساء.
وفي الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعائشة «دعي الصلاة أيام أقرائك» يريد : أيام حيضك
قلنا : الدليل أن المراد بالقروء في الآية هي الحيض ـ أنه قد ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا التفسير ، وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم «طلاق الأمة تطليقتان ، وعدتها حيضتان» ولأنه استعمال للاسم في حقيقته ، وحقيقته عندنا الحيض ؛ ولأنه قول الأكثر من الصحابة.
حكى في النهاية قال : حكى الشعبي أنه قول أحد عشر أو اثني عشر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأنه يعضد بالقياس ، بأن يقال : قد وجدنا
__________________
(١) وهذا هو المختار عند أهل الأصول ، وفي البحر في العدة مثل كلام الفقيه يوسف أنه حقيقة في الحيض مجاز في الطهر.
(٢) ضب ، أي : حقد. قارض : أي : قاطع.