الكفر ، كأبي لهب ، وأبي جهل ، وفرعون ، وهامان ، وأشباههم ، قال : لأنه لا يدرى بما يختم له به (١).
وأما الذين لعنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأعيانهم ، فيجوز أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم علم موتهم على الكفر.
وأما ما ورد في الترمذي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ، والفاحش ، ولا البذيء) قيل : اللعان : مثل الضّرّاب للمبالغة ، فالمعنى : لا يعتاد اللعن ، حتى يكثر منه. هذا حكم.
ومن ثمراتها : صحة التوبة من الكافر ، والعاصي بالردة ، وغيرها ، وذلك إجماع ، إلا توبة المرتد ففيها خلاف شاذ ، فعند أكثر العلماء أن توبته مقبولة لهذه الآية وغيرها.
وعند أحمد بن حنبل : لا تقبل توبته ، رواه عنه في شرح الإبانة.
قيل : وهو غلط لهذه الآية ، ولقوله تعالى في سورة النساء : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا) [النساء : ١٣٧] فأثبت إيمانا بعد كفر تقدمه إيمان ، ولو تكررت منه الردة صحت توبته أيضا ، عند جمهور العلماء ، لعموم قوله تعالى في سورة الأنفال : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) [الأنفال : ٣٨].
وقال إسحاق بن راهوية : إذا ارتد في الدفعة الثالثة لم تقبل توبته بعد ذلك.
__________________
(١) قد تقدم أكثر من هذا في البقرة في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) الآية (١٦١). وفي سورة النساء (٥٢) في قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً).